Wednesday, July 15, 2009

الإخلاص


الإخلاص

هي كلمة السر، ومفتاح الحل لجميع مشاكلنا، فإذا اختفي الإخلاص من العمل يختفي منه السداد والتوفيق، ويشوه كامل العمل .

يعمم ذلك علي الأعمال كلها، حقيرها وعزيزها، أهونها وأخطرها ، وكم من الأعمال هين وهو عند الله عظيم .

فالموظف إذا أخلص عمله لله وحده بعد ما ارتضاه لنفسه عملا، فعليه أن يؤديه كما يُرضي الله تعالي دون النظر إلي المقابل المادي أو المعنوي الذي يتلقاه من رب عمله ، أو ممن يقدم لهم خدماته، اما وانك وقد شعرت بان عملك هذا لا يلبي لك طموحاتك، وأصبحت تؤدي عملك فقط تحت رقابة من رؤسائك فإذا ذهبت الرقابة ذهب العمل، أو قلت " علي قد فلوسهم " أو أديت عملك مقابل رشوة أو هدية أو مقابل مصلحة أو مجاملة لعزيز أو خوف من قوي ذو نفوذ، ولم تؤد عملك لفقير أو غلبان او مسكين، فهنا وهنا فقط نري حال مثل حالنا، ونري حياة مثل تلك التي نحياها فى بلدنا الكئيب.

يستوي هذا كما قلت علي كافة الأعمال

ما بالنا بالدعاة والمصلحين والناشطين والسياسيين والمثقفين والإعلاميين والصحفيين والمهتمين بالاعمال الخيرية ورجال النخبة والحكم " والمناضلين"

ولنا مع المناضلون وقفة، فالنضال الآن أصبح مجانا، بمدونة وجروب علي الفيس بوك وبكام صورة مأخوذة من مظاهرة علي سلم نقابة الصحفيين، أقصاها لفة فى البوكس ورمية فى طريق القطامية أو القاهرة الجديدة، وتنهال اللقاءات الصحفية مع المراسلين الأجانب ومراسلين برامج التوك شو المختلفة، تواكبها حملة دعائية علي الإنترنت، نصبح بعدها أصحاب كلمة ودعاه لإضرابات واعتصامات، ووقود للوكالات الأجنبية المشبوهة التى تقدم العروض للسفر والتدريب فى الخارج.

لا أدري فى أي مرحلة من هذه وجد الإخلاص وأي مرحلة اختفي منها، ولن أسمح لنفسي أن أفتش فى نوايا العباد، او أن أنصب نفسي قاضيا أو حاكما علي غيري.

ولكن وإن كنت معارضا لحسني مبارك وعائلته وحاشيته، فلن أجعل من ذلك مبررا لأساق من أناس يتسابقون إلي الفتنة سبقا، أو يتمنون لأنفسهم شهرة أو مالا أو جاها من نضالهم، أو ينظرون بحسد للمفتونين ويتمنون أن يكونوا مثلهم، وينتهزون الفرص ليكونوا مكانهم.

لن أسمح لنفسي أن أكون تحت عباءة مناضل لا عمل له سوي النضال، أو حتي اكتسب عمله من النضال.

أما من ينتظرون ويتمنون التمويل، ويتمنون مراسلة وكالات الصحافة المشبوهة للتدريب أو أي كان مسماها، فهؤلاء ليسوا مناضلين مثلهم مثل مبارك وآله وصحبه، اخشي منهم علي مصر أكثر من خشيتي علي مصر من مبارك وآله وصحبه.


إذا أردتم مساعدة الناس فساعدوا أنفسكم أولا، ابحثوا لأنفسكم عن عمل شريف يكفيكم سؤال الوكالات الأجنبية ، وتكفونا شر النزول فى إضرابات قد تقصينا من أشغالنا، حتي تظهروا فى نهاية اليوم باسم المنسق العام لحركة كذا وأمين عام جماعة كذا وأدمين فى جروب كذا، تلقون البيانات وتجرون اللقاءات، ونحن الذين نتعرض للخطر الحقيقي، ونتعرض للزيف المؤكد، ونخدع بالشعارات البراقة الكاذبة.

أيها "المناضلون" الصغار، أريحونا وانضموا للحزب الوطني حتي لا نحارب علي جبهتين
.

أما أنا فسأفعل كما نصح رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) و قال فى حديثه الشريف عندما سأل عن كيفية التصرف فى زمن الفتن، فقال الزم دارك وأغلق عليك بابك، فسالزم داري ولن أذهب إلي البورصة إلا إذا اشتقت للذكريات الجميلة التى جمعتني بصحبة الخير والبركة صحبة أبناء مصر والمدونين المحترمين الذين أحسبهم علي خير.

فتكفيني مدونتي ، انتظارا إلي النزول مع الجماهير الحقيقية حينما تري هي حتمية النزول، فاتمني أن اكون من السابقون الأولون
* لقد آثرت استخدام كلمة مفتونين، فلم أستطع كتابة الكلمة المناسبة فى هكذا حالات
فما قرأته فى أبناء مصر يشعرني بخوف حقيقي

5 comments:

صاحب المضيفة said...

تسلم الأيادي يا منذر باشا

ربنا يكرمك ويسعدك يارب

كل التحية

مـحـمـد مـفـيـد said...

اعتقد عنوانك لخص كل الكلام

No Fear said...

السلام عليكم
يااااااااااااه
من زمان قوي مقريتش لك حاجة جميلة قوي كده
شكلي هأرضي عنك تاني
جامد يا منذر

عبقرينو said...

جامد ياريس جبن نهاية الفصل فى الحوار ده كله
الإخلاص هو حل لكل معضلاتنا فعلا وهو مبتغى كل انسان يخاف الله ورسوله
اللهم ارزقنا اياه ووفقنا اليه

المهندس said...

تركت لك تعليقا في البوست السابق اتمني ان تقرأه ... شكر و دمت دائما بخير ... والسلام عليكم