Tuesday, February 26, 2008

مغامرات حباصة فى الهايكستب

كان نفسى يبقى بوست كوميدى .. لكن هاتيجى منين الكوميديا

المهم أنا أخدت تأجيل 3 سنين من كام شهر كده .. وعلشان آخد التأجيل ده ، عملت أربع مشاوير .. ومن الأربع مشاوير قدرت أحدد إزاي المصريين ـ الى هما إحنا يعنى .. وصلوا للى هما فيه ، سواء من رضا بالذل والمهانة والتخلف والهمجية الخوف والجبن والسلبية .. وشفت بعينى مثال حي وعينة عريضة من مستقبل همجى .. سلبى .. جبان .. وضعيف

من موقفين حصلوا يوم الكشف الطبى
الاول
صاحى بدرى .. تلاتة الفجر .. مجهز شنطتى فيها كمية ساندويتشات معتبرة وعصاير على كام كتاب .. صليت الفجر وتوكلت على الله روحت على هناك مافيش تلت ساعة وكنت واصل .. لقيت شوية شباب ماشيين فى الصحرا كده مشيت معاهم .. لأنى ماكنش لسه جت الأوتوبيسات الى بتوصل لغاية بوابة الكشف الطبى .. المهم مشيت مسافة زي من العباسية كده للتحرير ... المهم لقيت طابور ما شاء الله طوييييييييييييييييييييل جدا .. أطول طابور ممكن حد يشوفه فى حياته، يتكون من حوالى 300 نفر .. المهم وقفت وراهم .. ومحاولتش أفكر ازاي الناس دى سبقتنى لأنى كنت متوقع انى هابقى ألو واحد واصل هناك !!

المهم

فضل الناس توصل وتوصل ويقفوا ورايا وهكذا .. لغاية ما جه أوتوبيس ولحظنا العثر .. تتفتح البوابة مع مجية الأوتوبيس ده .. قوم إيه .. العيال الى فى الأوتوبيس يجروا ع البوابة علطول .. ومش يقفوا فى الطابور .. طبعا الأوتوبيس محمل ييجى 80 واحد على الأقل ده كان فيه ناس متشعبطة على رفارف الكاوتش .. المهم بأه الى فى الاوتوبيس بيجروا والى واقفين فى الطابور بيجروا .. يمين بيجرى شمال بيجرى .. قدام بيجرى .. طب الى واقف قدام بيجرى ليه نفسى أعرف !!!

أسفر هذا الحادث عن كسر ساقين .. وثلاث ايدين


المهم جمعنا الطابور تانى ووقفنا فى انتظار فتح البوابة من جديد .. قوم إيه برده .. تتفتح البوابة مع مجية أوتوبيس جديد .. ويتكرر نفس السيناريوا

حينها اضيقت عيناي .. وأنا أرى تلك الرعاع الهائجة .. كأنها تهرب من نيران ضارية .. وكم تمنيت حينها أن أرتدى حزام ناسف، وأفجر نفسى وسط الرعاع الهائجة

تخيلوا كده شباب جامعى فى مقتبل العمر يحمل هذا القدر من الهمجية واللا نظام

ماكانش هايحل الموقف ده .. غير شوية عساكر بحزمة و وشوم وعصيان يعيدوا النظام بنعال جزامهم .. مش بقولكم عينة من الطرفين .. آه ما احنا غنم ورعاع نساق كما يساقون

ما علينا

الموقف التانى .. واحنا فى غرفة الكشف الطبى .. ودى غرفة كبييييييييييييييييرة جدا ... واقفين حفاة شبه عراة .. تخيلوا شكلنا بعد يوم مرهق .. طويل من الفجرية لغاية خمسة ستة المغرب ، حمل كم سخافات غير عادى وقلق غير طبيعى .. وانتظار طويـــــــــــــل ممل بدون هدف.. اتوضينا بمية معدنية وفيه ناس تيممت .. تخيلوا المنظر .. كل واحد فينا واقف زنهار عريان حافى يجر هدومه وشنطته وورقه .. ويجر أيضا هموم ثقيلة ومستقبل يبحث عن مفتاحه وكلمة سره .. والأخطر والذى لم اكن اتوقعه انه يجر كرامته التى من اليسير جدا أن يتخلى عنها عند أقرب محك

الى حصل .. شاب رقيع ضحك ضحكة رقيعة .. زي بتاعة مدرسة المشاغبين .. رنت طبعا فى الصالة الواسعة .. وكان معدى عسكرى، سمع الضحكة دى .. وبصراحة ضحكة تستفز أي حد .. دخل العسكرى وفضل يوجه إهانات لصاحب الضحكة .. وأنا لو كنت أعرف الى ضحك ده كنت ظبطه راجل تانى .. المهم العسكرى وجه إهانات لصاحب الضحكة يندى لها الجبين .. إهانات تمس شرفه وعرضه .. تذكر أمه وأخته وامراته .. تمس ذرات رجولته وكرامته المتبقية والمتبعثرة .. تمس حاجات خطيرة جدا .. وتمس المحيطين بيه برده .. المهم العسكرى بعد ما شتم .. ولقى الناس بتدارى على الى عمل العملة .. قال انه يعاقبهم .. آه والله يعاقبهم .. وازاي باه .. قال انه يذنبهم، وفعلا قالهم اقفوا وماحدش يقعد غير لما ييجى الباشا الدكتور

الأخطر من العقاب .. انهم مالتزموش بالعقاب .. وياريت مالتزموش وبس .. دول عملوا حركة من أسوأ ما يمكن .. لما مشى العسكرى قعدوا هما .. وكان كل ما يعدىخيال حد يقوموا يقفوا

تخيلوا كده شباب طول بعرض عريان وحافى .. شعر راسه قصير قـــــوى، وتحت مناخيره شنب وفى صدره شعر كتيييييييييييير .. ورجليه برده فيها شعر .. وعنده عضلات .. وممكن تلاقى دبل فضة فى الايد اليمين أو الشمال .. هاذولا يسموا رجال، فسيولوجيا رجال مكتملين النمو والاحساس، وعرقيا رجال مصريين شرقيين وحوش سبوعة .. دول باه كانوا بيخافوا من خيال العساكر .. كل ما حد يعدى يقفوا .. ولما ما يلاقوش حد بيدخل الأوضة يقعدوا تانى

مش عارف لما شفت مناظرنا كده .. تخيلت يوم القيمة .. لما نقف قدام ربنا خارجين من القبور .. هانكون حفاة عراة غُبر شُعث .. شايلين ذنوب ثقييييييييييييييييلة جدا ومحرجة جدا .. يا ترى خوفنا من ربنا هايبقى زي خوفنا يوم الكشف الطبى ولا هايبقى زي خوفنا واحنا بنسمع مواعيد الإرجا .. ولا خوفنا لما نقابل شخصية مهمة فى الشغل .. ولما نفس الخوف لما تقف فى لجنة ومش معاك رخصة .. ولا نفس الخوف واحنا فى انترفيو شغل .. ولا نفس الخوف أيام الامتحانات
ونخاف ليه أصلا .. نخاف ليييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟؟

ساعتها جالى صدمة عصبية وحضارية

لله العوض ومنه العوض