Wednesday, November 26, 2008

ابن خلدون المدرسة والرمز


أنا طالع من مدارس حكومي ابتدائي وإعدادي وثانوي مأصل يعني .. كل مرحلة اختلفت عن التانية من حيث تعاملنا مع المدرسين وتعامل المدرسين معانا .. فى ابتدائي كانت أبلة سامية مسكانا من أولي ابتدائي لغاية خامسة ابتدائي .. كانت نعم المعلم كانت شديدة جدا وعندها ضمير جدا جدا .. كانت بتدينا كل المواد .. تقريبا كنا بنقعد معاها أكتر من قعادنا مع أمهاتنا .. كانت بتابعنا فى المذاكرة اكتر من أهالينا .. كانت بتهتم بنضافتنا الشخصية .. ضوافرنا ، الساندويتشات ، المناديل، أسباب الغياب، حالتنا الأسرية .. كان عقابها شديد جدا .. كانت تمسك خدودنا تفركها بصوابعها التخينية .. وبدراعها القوي المليان علي ضهرنا .. كانت تمسك البنات من شعرهم تمسح بيهم بلاط الفصل .. لو لقت منها حاجة غلط .. كان عقابها قاسي جدا .. امتحان الشهر مثلا لو الدرجة من أربعين لو واحد جاب من 30 لى37 تكمل الباقي ضرب بالعصاية علي بطن ايديه ... لو جاب من 20 إلي 30 يبقي علي ضهر ايديه لو أقل من عشرين كان بتمد علي رجليه .. ماكانش عندها واسطة .. كنا متفوقين وشاطرين وبنجاوب وبنذاكر وبنخاف منها وبتحبنا .. ولما بتضربنا كانت بتحبس دموعها .. كانت بتضربنا الصراحة زي أي أم بتضرب عيالها علشان يذاكروا أو علشان مايبقوش مهملين .. أنا اختي الكبيرة كانت بتعمل فيا اكتر من كده، والأهالي كانوا بيشجعوا المدرسة علي الضرب

وكانت بتهزر معانا وتمسك واحد واحد تعرف منه هياكل ايه النهاردة .. ومرة جبتلها حمامتين كانت عمتي عملتهم وقعدت تتريق علينا علشان عمتي عاملة الحمام بخلطة المحشي .. كانت تعرف والدتي، وتعرف أمهات باقي الطلبة .. الى كان بيخاف منها البليد الى مش عامل الواجب والى حل وحش فى الامتحان وجاب درجات وحشة
كنا بنخاف من أبلة الحكيمة .. كانت ست مليانة وقصيرة وسمرة وملامحها حادة جدا وكشرية جدا وفظة جدا .. وكمان كانت بتدينا حقن .. كذا مرة بنت تعمل علي نفسها من كتر خفها من الحكيمة دى .. هي فعلا كانت مرعبة .. احنا كنا بنخاف من أبلة سامية لكن عمر ما حد عمل علي نفسه علشان خايف منها قوي كده .. كان خوف مختلف

فى إعدادي المدرسة كبرت أكتر دخل فيها مستويات كتير.. وكنا احنا كمان كبرنا .. وقل عدد المدرسات .. علشان احنا مدرسة ولاد وإعدادي وحكومي وفي عين شمس كمان .. فكان عدد المدرسات قليل جدا ونادر للغاية
شفت بعيني بعد ما كنت بسمع عن المدرسين الى بيستقصدوا الطلبة علشان ياخدوا دروس خصوصية .. ماكناش بنتجاوز مع المدرس .. إلا ما ندر .. كنا بنتجاوز مع طلبة كلية التربية الى كانوا بيدربوا عندنا .. كنا ممكن نتجاوز مع مدرس النشاط، كان عقليا وذهنيا فيه حاجة غلط .. كمان بعض المدرسين كانوا بيضربونا بعنف واضح وشديد .. وشفت كذا طالب اتعور واتبطح أو اتكسرت أو اتجزعت ايديه بقصد أو بدون قصد، بسبب عصاية جت غلط علي ايديه بدل بتيجي علي وشه .. طالب ياخدله شلوت لوز يجلي وييجي فى أطراف صوابعه تتجزع او بطنه او ضهره
حالة واحدة كان فيه عيل صايع وكان أكبر مننا سنا وحجما، فالمدرس جاي يضربه اخد منه العصاية ومسكوا فى بعض .. كنا بٍنِضرب كتير فى إعدادي .. كتير قوي .. أي مدرس بيعدي يلاقي دوشة يدخل مذنب الفصل كله ومدي كل واحد كام عصاية .. احنا كنا معتادين علي الضرب بسبب أو بدون سبب.. عمر ما واحد امتنع عن الضرب أو استنكر او رفض عن حق او بدون وجه حق .. وعمري ما شكيت المدرس لاهلي لانه ضربني بدون سبب، وعمر ما حد اشتكي لاهله وهما ناصروه

عرفت فى مدرسة الحرية الإعدادية من أول يوم ليا فيها معني الشعار المقيت "السيئة تعم والحسنة تخص"، شفت كمان التحرش الجنسي ، فى آخر سنة عملوا فترة تانية فى المدرسة بيحضر فيها بنات مهني فكانوا بيدخلوا فى مواعيد خروجنا وتخيلوا طلبة فى إعدادي متلاحمين مع آنثات ، شفت مهازل والطلبة عملوا مهازل لا يمكن ذكرها فعلا لا يمكن ذكرها، وكمان كان جنبينا مدرسة النعام التجارية، كان بيحصل مش تحرش كان بيحصل هتك عرض والله .. علي قارعة الطريق قدام كل الناس


اما فى ثانوي كترنا أكتر واكتر واكتر.. شفت طلبة بتشتم مدرسين، وبتضرب مدرسين، وبتكسر ازاز عربيات مدرسين، وبتمسك فى خناق مدرسين، وبتف علي مدرسين، وبتبجح فى مدرسين .. وشفت مدرسين بيخافوا من الطلبة
ماكناش بنقول للمدرس يا أستاذ كنا بنقولهم يا بيه ويا باشا ، وشفت مدرسين يضربوا طلبة ويخافوا يقولوا لطلبة تانين بطلوا كلام .. شفت مدرسين بتسهزئ بالطلبة الضعفا أو الطيبين أو الطلبة العاديين علي حساب الطلبة البلطجية .. كتينا فى ثانوي وهربنا من المدرسة وقعدنا علي قهاوي وماحضرناش وجتلنا جوابات رفد وفصل من المدرسة ومكناش بنحضر الحصص .. كان لازم نعيش كده فى المدرسة دى علشان كانت غابة .. الطلبة كانت بتتخانق بالسنج والمطاوي جوة حوش المدرسة، والمدرسين كانوا بيفترجوا علينا .. كنا بنتخانق مع المدارس التانية .. فاكرين فيلم المصارع، أول مايتفتح باب المدرسة كنا نلاقي طلبة المدرسة التانية مستنينا قدام البوابة بالشوم والعصيان والجنازير وتضرب فى أي حد وتعور أي حد
كان كل فصل فى المدرسة عبارة عن دولة مستقلة ليه جيش دفاع وهجوم وبيعمل غارات .. فى وقت الفسحة كان فصلنا يعمل غارة علي الفصل الى جنبينا ونضرب الى قاعد فى الفصل ونبوظ الشنط ونرمي الى فيها .. والغنيمة كانت عبارة عن خشب او دكك نضيفة وهكذا .. والفصل التاني يرد علي الغارة .. ويتكون جيش أكبر عبارة عن جيش مبني يعمل غارة علي المبني التاني وهكذا .. ونفس الغنايم ونفس الخناقات .. كنا بنملي أكياس بلاستيك ماية ونحدفها علي بعض فى الحوش بيبقي عبارة عن حمام سباحة ونطلع من فوق المباني ونحدف اكياس علي كل الناس .. الحمام كان عبارة عن غُرزة .. 3 سنين مادخلتش فيهم الحمام ولا مرة كان بيحصل فى الحمام شرب سجاير وبانجو .. كانت الطلبة بتشرب السجاير فى الفصل .. المدرسين كانوا عارفين كل ده واكتر .. الضرب ساعتها كان قليل قوي .. كان المدرس بيفرض احترامه فقط بشخصيته لا اكثر .

وصل الامر اننا أكتر من مرة نولع فى المدرسة .. طبعا كان ورا المباني زبالة لا يحصي لها،وطبعا 75% من الطلبة بتسجر فمرة حصلت انهم رموا أعقاب السجاير مولعة نزلت ع الزبالة ولعت فى فصول مبني الزراعة

ولما كنت فى مبني العزبة المهيب فى تالتة ثانوي كنا فى الدور الثاني والدور كان عبارة عن فصلين حصلت كام غارة متبالدة ما بين 3/16 و 3/17 تسببت فى حريق الفصلين وماتبقي فيها من خشب وكسر البابين والتوليع فيهم ورمي الخشب الوالع فى الشارع

كنا بنروح المدرسة بعد الحصة الأولي وماكناش بنشيل حاجة معانا لا شنطة ولا كتابة ولا كراسة وحتي قلم .. وماكانش فيه زي مدرسي وطبعا ولا طابور صباح .. وفى الفسحة كنا نجري علي البوابة الحديد نفضل نزق فيها لغاية ما الجنزير والقفل يتكسر ونطلع نجري

كنا الصبح نتجمع ومنخليش حد يدخل الفصول علشان ماتجيش ورقة غياب أصلا
حاولوا مرة ماينزلوناش فسحة . فجه شارون وقفل بوابة المبني من تحت بالجنزير، راح تجمع الفصلين معبرين عن أروع صور تكاتف قوي الشعب العامل وأروع صور الوحدة الأدبية بين جناحي الأمة طلبة ادبي تخصص علم نفس مع طلبة أدبي تخصص فلسفة، مرددين هتافات افتح يا ابن الو تيييييييت افتح يا ابن الو تيييييت وفتحوا بوابة المبني عنوة، وجاء باكيا شارون يعدد مآثار والدته العظيمة التى انجب هذا الغزال الشارد .. شارون ده نيك نيم لمدرس العربي بتاعالفصل الى قدامنا وزماليه المدرسين كانوا بيقولوا عليه كده .. ييجي مدرس يسأل علي المدرس الى بعده أو الى قبله فيقولنا مين الى ببعدي شارون ولا مستر طارق فالطلبة ترد شارون بمنتهي البساطة والليونة

مدرس الإحصاء لما شافني مرة فى الفصل ماعرفنيش .. وكان هايطلبلي الأمن فاكرني طالب من مدرسة تانية سنة كاملة عمره ماشافني .. بس انا أرحم من غيري يه ناس تانية ماسمعش بيها خالص .. والى خلاه يشفوني اني جالي جواب فصل علشان غبت 43 يوم مع اني غبت اكتر من كده

المحترم الى زيي ماكانش بيحضر الى ما نذر
شفت كل ده واكتر.. كان كل يوم كان فيه جديد وعجيب فى الوقت نفسه.. فى مدرسة ابن خلدون
لكن ماشفتش مدرس موت طالب .. ولا أبويا شاف الى أنا شفته .. ولا أنا عاوز ابني ولا بنتي يشوفوا الى أنا شفته أو إلي إسلام شافه

Wednesday, November 12, 2008

احنا بقينا وحشين قوي





حاجة تقرف .. كل ما آجي ادخل المدونة وأقول اكتب بوست جديد... أشوف البوست القديم والصورة الى فيها الجدع المكتئب ده .. أكتئب وأقفلها وامسح الى كتبته

حاجة تقرف بجد .. مافيش فايده اغير لون المدونة واديها وش بلاستيك أبيض فى أبيض أقرف منها برده لا والغريبة الاختبار الى عملته بتاع انت شبه مين من قادة العالم ألاقي نفسي هتلر .. هتلر .. آخر حاجة أتخليها اني يكون فيا من هتلر .. غريب قوي الموضوع ده

بس ممكن كنت اتمني من اعماقي ومعميعي انى اكون هتلر .. آه اكيد .. هو ده الاوحتمال الوحيد

لا فيه اوحتمال تاني يكسف انى أكون جاوبت علي أي بتنجان فى البتنجان .. أصل الاختبار ده بالعنجليزي وانا فى العنجليزي .. ماقلكمش يعني .. حاجة بسم الله ما شاء الله مشرفة قوي ... أحقر من أووووووول إيننننننجليييش أووووووول ظا طايم

الناهية يعني

البلد زي ما هية مقرفة والدنيا زحمة وخنقة وقرف وكل الناس زهقانة وقرفانة مش طايقة الهدوم الى عليها ، وبتخانق دبان وشها .. كإن الناس نازله تخنق فى بعض وتغلس فى بعض وكل واحد بيطلع الكبت بتاعه فى وش التاني

ده بيبان قوي فى المواصلات ، وخصوصا فى المترو .. اياك تلمس الى جنبك او تخبط فيه او تزقه ولو زقه خفيفة او تفكر او تحاول تفكر أو تقف جنب واحد بيفكر يسند علي الى جنبك .. تخيل .. شوف ازاي .. أصل المترو ده عاوزله بوست لوحده .. خليه علي جنب

كمان الناس مش طايقة كلمة من بعض .. تحسهم مجانين، كل واحد مستني حكه علي مراخيره علشان يطلع عليه كل احباطاته الخاصة والعامة

قلة الذوق باه الطابع العام فى التعامل ما بين المصريين .. عدم الاحترام وقلة الذوق والغباء والوحاشة والكبر والانانية .. كانك عايش فى غاااااااااابة .. فى الشغل غابة فى الشارع غابة

حتي وانت محترم وزبون وبتشتري من محل تلاقي البياع ولا صاحب المحل بيتنك عليك وبيكلمك من طراطيف طراطيف مراخيريه علي ايه مش عارف .. هو مين الى بينفع مين ولا بيشغل مين .. الحال اتقلب علي الآخر .. غير السرقة والغش

الناس والله بقت علي آخرها .. والى بيطلوه من بعض بياخدوه بمنتهي الانانية وبمنتهي قلة الذوق


لو بتسوق هاتكره السواقة من الشر الى باه فى الناس، السواقة دى شر وبلطجة ، علشان تسوق محتاج عربية حديد فى حديد وتبقي مش بتاعتك أو سارقها .. وتبقي قليل الادب ولسانك وسخ وشمحطجي وشكلك معفن علشان تمشي مرتاح

أو محتاج تبقي باااااااااااااااااااااااااااااارد جدااااااااااااااااااااااااا .. والي يشتمك تقوله الله يسامحك .. والى يكسر عليك .. يكسر عليك هي خلاص وراك الديوان .. والى يقف فجأة عاااادي جدا .. عادي جدا .. عمرك يعني ماعملتها ولا ايه .. والى ماشي فى نص الشارع وبيكلم فى النوبايل ايك تزعجه أو تضايقه بزمارتك المقرفة

ولو علمها مثلا ولف يمين او لف شمال فجأة من غير اشارة .. اعرف انه بيعمل بنصيحة "الإشارات تكشف نواياك لاعادائك إياك أن تستخدمها" وتعرف معلومة مهمة تانية انه ليه اكونت علي الفيس بوك .. ولو مشي عكس الاتجاه اياك تحتج او تقف فى وشه انت هاتعمل فيها مصلح اوجتوماعي ولا ايه

ولو بتمشي علي رجليك مش هاتعرف تمشي .. ليه قولي ليه؟ لأن الرصيف فيه مطبات طالع نازل .. نازل طالع .. وكل محل ماجر الحته الى قدامه .. وفارش فيها بضاعته .. والقهاوي كمان فارشة برة كراسي وشيشة وطاولة وشتايم وصوت عالي حاجة تشرح القلب

هاتنزل تمشي فى الشارع طبعا طبعا هاتلاقي عربيات وموتسيكلات وناس تانية كتير ماشيين فى كل الاتجاهات التمتنتاشر

فالناس بقت تعمل ايه، كل واحد ماشي فى طريقه لا بيبص يمين ولا بيبص شمال.. لا الراكبين عربيات بيخافوا ع الناس .. ولا الناس بتاخف علي نفسها او من العربيات

الحاجة الأهم ان أي مواطن باه عرضه انه يفقد كرامته فى أي وقت من أي نسان .. لان الناس بقوا نوع واحد بس بلطجية لاما بلطجية بنفوذهم .. أو بلطجية علشان ماعندوش حاجة يخاف عليها او منها

الموضوع ما بقاش قتل وسرقة وفساد وعدم حرية وديكتاتورية .. الموضوع ان وحاشة النظام تحولت لسلوك باه واقع بين المصريين وباه حقيقة بشعة بنعيشها كلنا

وأكبر دليل التحرش بتاع جامعة الدول العربية، تحول التحرش الى بيمارسه النظام علي الشعب لتحرش الشعب بالشعب لانهم اتعودوا علي التحرش، وعلي البلطجة


استغربت قوي فى بوست قبل كده لما غليت أسعار البنزين، والمصريين ماتحركوش ولا عملوا اي حاجة علقت سكوت هانصوت تعليق جميل وقالت ان كلنا بقينا فاسدين .. وكلنا عارفين نعمل مصالح رغم علو الأسعار .. السعر هايغلي على الطبيب هايزود الفيزيتا هايغلي علي البقال هايغش وهايغلي بضاعته هو كمان، هايغلي علي الموظف أبو مرتب أقله لو قلنا مش هايرتشي بس مش هايشتغل زي الأول .. وهايهرب من الكومسري .. ومش هايقطع تذكرة المترو ويخش ورا حد ، المهم انه هايعمل اي حاجة تعوض عليه غلا الأسعار ده



الغلظة والفظاظة والجليطة باه العنوان الرئيسي للتعامل فيما بينا .. استعراض القوة والعنف والغضب




كل ما ههو سيئ فى الطباع أصبحنا نملكه نحن معشر المصريين