Wednesday, December 17, 2008

لو لم اكن مصريا لوددت ان أكون ؟

كل الأشياء تدعوا للإحباط

ومافيش حاجة مضمونة

مافيش منطق .. ولا بديهيات ولا مسلمات

يعني.. واحد زائد واحد بيساوي اتنين .. مع ناس ممكن يساوي ملايين وناس تانية ممكن مايسوش حاجة، يساوي صفر

ماحدش حاسس بالامان ولا بالاطمئنان

الغابة مثلا معروف ايه هي احكامها وقوانينها ، ومعروفة كمان عناصرها ومعروفة ادوارهم ووظائفهم، مثلا فيه أسد ونمر وديب وتعلب وفيه غزال وجاموس وبقر وحمير .. معروف مين المفترس ومين الفريسة .. مثلا الغزالة طبعا واكيد مش عاوزة تتاكل فبتدافع عن نفسها قدام الأسد بالجري والهرب من وشه، ولما بقيت الحيوانات يشوفوا مشهد المطاردة ده ماحدش بيستغرب وكل واحد بيبقي منتظر دوره .. فى الغابة معروفة طبيعة الأشياء وقانونها فطري وبديهي ومسلم بيه ، ورغم من كده عمر ما الغزالة حاولت تبقي أسد .. وعمر ما الضبع حاول يبقي أسد ولا الغزالة حاولت تطور قدرتها ومهارتها انها تبقي أسد

أنا حاسس اننا فى غابة بس قوانينها مش قوانين غابة .. يعني يمكن كنت أستريح لو حسيت ان ربنا خلقني غزالة أو أسد ، علي الأقل كنت هاعرف دوري ووظيفتي كويس ومش هاقفز عليها .. بس ازاي نيعش لو الناس كلها كانت اسد .. والى مش أسد بيحاول بكل الطرق والكباري انه يبقي أسد

ببلطجة بفتونه بنفوذ بسلكان بهمبكة بقلة أدب .. المهم يعمل ضوافر وأنياب يدافع بيها عن نفسه وعن منطقة نفوذه
مش عارف هل أنا قادر أوصل الي أنا حاسس بيه ولا لأ
والأسد فى مصر لاما يبقي ظابط أو وكيل نيابة او مستشار أو دبلوماسي أو أي حاجة من الحاجات الى بتخض دى ،علشان يبقي أسد لازم يبقي كارنيه لامؤاخذة .. او يبقي غني جدا وبعلاقاته يخلي البشر يعملوله ألف حساب، ويقدر لو وقع فى مشكلة أو لو وُضع فى أي صراع انه يدافع عن نفسه ويأذي خصمه .. يقدر يجيب حقه وماحدش يدوسله علي طرف ويبقي ماشي مطمن ومامن نفسه .. والنوعين دول ماشيين مع بعض ماحدش بيشوفهم او بيتعامل معاهم كتير مش بيختلطوا بينا مش بيركبوا مواصلاتنا ولا بيمشوا فى شوارعنا .. راكبين عربيتاهم المتفيمة والى عليها النمر السودا .. متعلمين لابنجمة لا بلوحة سودة عليها قبة برلمانية او نسر او حتي دبور

كل الناس بتستخبي ورا شعار ورا لوجو يحميها
ولو علي دول يبقي مقدور عليهم بنوسع عادي وربنا يبعدنا عنهم وبيعدهم عننا
بس الاخطر ان بقيت البشر المطحون برده عاوز يبقي اسد ... بيحاول يدرب نفسه علشان يبقي أسد

تقريبا نسيوا انا احنا مش فى غابة وان احنا مش حيوانات
مش قادرين يعيشوا مع بعض بمنطق التكافل ، لازم منطق الافتراس

بتخيل لو اتحطيت فى موقف وكنت فيه خصم مع حد مسنود هايعمل فيا ايه

ده فى مرة مع سواق ميكبروباص خبط عربيتي عند قسم السلام وجبتله امين شرطة وكان يعرف الى مسرحه طلعه مش غلطان ... ولولا انى استقتلت فيها وأصريت انى اعمل محضر قدام الرائد ماكنش خلاه يصلحلي العربية علي حسابه
بس لو ماكنش مع سواف ميكروباص لو كان مع الباشا أبو عيون الى رخمنا علي بعض فى غياب أي عنصر أمني محايد .. ولو موجود ولقي خصم برنس بعربية ستة متر والى قدامه شاب مطحون بحته فيات هايعمل ايه

مين ممكن يخلق امان وعدل فى الشارع

الكافتيريا الى فتحت قدام بيت أبويا العيال الى شغالة فيها بيبيعوا حشيش وبانجو للشباب جوه العربيات وبيركنوا عربيتهم فى أي حته فى الشارع مكان عربياتنا احنا .. فتحول الشارع الى كان اهدي ما يمكن لوكر مخدرات ولعب بالعربيات وضاق الشارع الواسع وباه كل يوم فيه خناقة .. والشارع الي كان بينام من العشا بأه يصحي المغرب وينام الفجر
مين فى البلد ممكن يجيب حقه بما يرضي الله وبالقانون من غير ما يجور علي حق حد
مين حاسس ان ممكن يجيله حقه من غير واسطة ولا محسوبيه ولا نفوذ
مين بيحكم بين الناس بالعدل

أنا شايف ان فساد الاوضاع فى مصر خرج بره دايرة الكبار وباه مترسخ فينا احنا كمان ، باه فى كل ذرة فى كل نسمة هوا .. فيه فساد وظلم وقهر وخوف

سلوك الشرطة المصرية صايبني بذعر حقيقي

بجد انا حاسس انى عندي مرض نفسي زي فوبيا من الشرطة

حالة عدم منطقية الأحداث وعبثية الحوادث ولامعقولية الامور تصيبني بالخوف

بس انا عاوز اعرف مين خايف ومين حاسس بالأمان

الحادثة بتاعة نادي الصيد مأثرة عليا قوي ، أنا بعدي من هناك كتير الدكتور الى بيعالج أبويا عيادته هناك، لو الموقف ده حصل معايا، كان ممكن يحصل ايه ، انا مش خايف من الموت انا خايف من الاهانة والبهدلة والتنكيل، أنا عارف انه غلط انى أقول خايف بس أنا فعلا كده، ليه كل واحد بيحاولي نفسه بطريقته هو، ليه الناس شايلة فى عربياتهم مسدسات صوت وكرابيج وشوم وحديد، ليه واحد صاحبي شايل ترسانة أسلحة فى عربيته، استعداداً لأي خناقة فى الشارع مع تاكسجي ولا سواق ميكروباص او سواق ملاكي برده معاه نفس الترسانة

سألت مرة عبقرينو علشان كان فى الامارات قلتله لما بتحصل هناك حادثة ايه الى بيحصل ، هل بينزلوا يسمكوا فى بعض زينا؛ قالي لأ طبعا الاتنين بيقفوا يطمنوا علي بعض يتصلوا بالشرطة تيجي تحقق ويتصلوا بشركات التامين والى ليه حق بياخده ، والكل بيبقي مطمن ومتامن عليه

انا نفسي فى كده

حزنت تاني لما اتفرجت علي العاشرة مساء لما كانت مستضيفة علماء من الطاقة الذرية .. مهندسين واطباء بيطريين وبشريين وخريجين علوم معاهم ماجستير ودكتوراه ومتاكله حقوقهم ، وكان فيه مهندسة عاملة دكتوراه فى الطاقة الذرية والاشعاع والحاجات الغريبة دي بتقول ان مرتبها 1600 جنيه، حاجة عملتلي صدمة، وزعلانة علشان اكلوا منها درجة وظيفية كانت هاتوصل مرتبها لـ أربع تلاف جنيه ، ايه التهريج ده ، واحدة مهندسة خريجة هندسة 5 سنين عملة دبلومة وماجستير ودكتوراه وأبحاث فى الطاقة الذرية وتكنولوجيا الاشعاع بتقبض 1600 جنيه فى الشهر بعد عشرين سنة شغل ، حاجة يعني تخرج من الملة، دول بياعين كروت الشحن بيقبضوا اكتر منها، مندوبين المبيعات وخدمة العملاء الى بيردوا علي التليفونات بيقبضوا اكتر من كده، فيه موظفين عندنا فى الشغل بياخدوا المرتب ده بالدولار وخريجين تجارة مابيعملاش حاجة غير انهم قرايب الكبار .. الكبار قوي

ده مش اسمه قهر وكبت وظلم وفساد ، ليه اسم تاني .. انا مش عارف ألاقي توصيف حلجاة زي كده .. بجد مش لاقي

نفسي أخرج كل الى جوايا بس مش عارف اخرجه


بجد انا قرفان وساخط وزهقان ونفسي أغور من وش البلد المقرفة دى، جايالي حالة من عدم الانتماء الخطيرة ، فعلا بتمني أهج من البلد دي وأعيش فى أي بلد محترمة، أسمع عن سويسرا انها محترمة بس ازاي أسافر هناك ، وخصوصا بعد ما اتجوزت فى الأيام الضنك دى

يارب اصلح حالنا بأه، وهيأ لنا من أمرنا رشدا