أنا طالع من مدارس حكومي ابتدائي وإعدادي وثانوي مأصل يعني .. كل مرحلة اختلفت عن التانية من حيث تعاملنا مع المدرسين وتعامل المدرسين معانا .. فى ابتدائي كانت أبلة سامية مسكانا من أولي ابتدائي لغاية خامسة ابتدائي .. كانت نعم المعلم كانت شديدة جدا وعندها ضمير جدا جدا .. كانت بتدينا كل المواد .. تقريبا كنا بنقعد معاها أكتر من قعادنا مع أمهاتنا .. كانت بتابعنا فى المذاكرة اكتر من أهالينا .. كانت بتهتم بنضافتنا الشخصية .. ضوافرنا ، الساندويتشات ، المناديل، أسباب الغياب، حالتنا الأسرية .. كان عقابها شديد جدا .. كانت تمسك خدودنا تفركها بصوابعها التخينية .. وبدراعها القوي المليان علي ضهرنا .. كانت تمسك البنات من شعرهم تمسح بيهم بلاط الفصل .. لو لقت منها حاجة غلط .. كان عقابها قاسي جدا .. امتحان الشهر مثلا لو الدرجة من أربعين لو واحد جاب من 30 لى37 تكمل الباقي ضرب بالعصاية علي بطن ايديه ... لو جاب من 20 إلي 30 يبقي علي ضهر ايديه لو أقل من عشرين كان بتمد علي رجليه .. ماكانش عندها واسطة .. كنا متفوقين وشاطرين وبنجاوب وبنذاكر وبنخاف منها وبتحبنا .. ولما بتضربنا كانت بتحبس دموعها .. كانت بتضربنا الصراحة زي أي أم بتضرب عيالها علشان يذاكروا أو علشان مايبقوش مهملين .. أنا اختي الكبيرة كانت بتعمل فيا اكتر من كده، والأهالي كانوا بيشجعوا المدرسة علي الضرب
وكانت بتهزر معانا وتمسك واحد واحد تعرف منه هياكل ايه النهاردة .. ومرة جبتلها حمامتين كانت عمتي عملتهم وقعدت تتريق علينا علشان عمتي عاملة الحمام بخلطة المحشي .. كانت تعرف والدتي، وتعرف أمهات باقي الطلبة .. الى كان بيخاف منها البليد الى مش عامل الواجب والى حل وحش فى الامتحان وجاب درجات وحشة
كنا بنخاف من أبلة الحكيمة .. كانت ست مليانة وقصيرة وسمرة وملامحها حادة جدا وكشرية جدا وفظة جدا .. وكمان كانت بتدينا حقن .. كذا مرة بنت تعمل علي نفسها من كتر خفها من الحكيمة دى .. هي فعلا كانت مرعبة .. احنا كنا بنخاف من أبلة سامية لكن عمر ما حد عمل علي نفسه علشان خايف منها قوي كده .. كان خوف مختلف
فى إعدادي المدرسة كبرت أكتر دخل فيها مستويات كتير.. وكنا احنا كمان كبرنا .. وقل عدد المدرسات .. علشان احنا مدرسة ولاد وإعدادي وحكومي وفي عين شمس كمان .. فكان عدد المدرسات قليل جدا ونادر للغاية
شفت بعيني بعد ما كنت بسمع عن المدرسين الى بيستقصدوا الطلبة علشان ياخدوا دروس خصوصية .. ماكناش بنتجاوز مع المدرس .. إلا ما ندر .. كنا بنتجاوز مع طلبة كلية التربية الى كانوا بيدربوا عندنا .. كنا ممكن نتجاوز مع مدرس النشاط، كان عقليا وذهنيا فيه حاجة غلط .. كمان بعض المدرسين كانوا بيضربونا بعنف واضح وشديد .. وشفت كذا طالب اتعور واتبطح أو اتكسرت أو اتجزعت ايديه بقصد أو بدون قصد، بسبب عصاية جت غلط علي ايديه بدل بتيجي علي وشه .. طالب ياخدله شلوت لوز يجلي وييجي فى أطراف صوابعه تتجزع او بطنه او ضهره
حالة واحدة كان فيه عيل صايع وكان أكبر مننا سنا وحجما، فالمدرس جاي يضربه اخد منه العصاية ومسكوا فى بعض .. كنا بٍنِضرب كتير فى إعدادي .. كتير قوي .. أي مدرس بيعدي يلاقي دوشة يدخل مذنب الفصل كله ومدي كل واحد كام عصاية .. احنا كنا معتادين علي الضرب بسبب أو بدون سبب.. عمر ما واحد امتنع عن الضرب أو استنكر او رفض عن حق او بدون وجه حق .. وعمري ما شكيت المدرس لاهلي لانه ضربني بدون سبب، وعمر ما حد اشتكي لاهله وهما ناصروه
عرفت فى مدرسة الحرية الإعدادية من أول يوم ليا فيها معني الشعار المقيت "السيئة تعم والحسنة تخص"، شفت كمان التحرش الجنسي ، فى آخر سنة عملوا فترة تانية فى المدرسة بيحضر فيها بنات مهني فكانوا بيدخلوا فى مواعيد خروجنا وتخيلوا طلبة فى إعدادي متلاحمين مع آنثات ، شفت مهازل والطلبة عملوا مهازل لا يمكن ذكرها فعلا لا يمكن ذكرها، وكمان كان جنبينا مدرسة النعام التجارية، كان بيحصل مش تحرش كان بيحصل هتك عرض والله .. علي قارعة الطريق قدام كل الناس
اما فى ثانوي كترنا أكتر واكتر واكتر.. شفت طلبة بتشتم مدرسين، وبتضرب مدرسين، وبتكسر ازاز عربيات مدرسين، وبتمسك فى خناق مدرسين، وبتف علي مدرسين، وبتبجح فى مدرسين .. وشفت مدرسين بيخافوا من الطلبة
ماكناش بنقول للمدرس يا أستاذ كنا بنقولهم يا بيه ويا باشا ، وشفت مدرسين يضربوا طلبة ويخافوا يقولوا لطلبة تانين بطلوا كلام .. شفت مدرسين بتسهزئ بالطلبة الضعفا أو الطيبين أو الطلبة العاديين علي حساب الطلبة البلطجية .. كتينا فى ثانوي وهربنا من المدرسة وقعدنا علي قهاوي وماحضرناش وجتلنا جوابات رفد وفصل من المدرسة ومكناش بنحضر الحصص .. كان لازم نعيش كده فى المدرسة دى علشان كانت غابة .. الطلبة كانت بتتخانق بالسنج والمطاوي جوة حوش المدرسة، والمدرسين كانوا بيفترجوا علينا .. كنا بنتخانق مع المدارس التانية .. فاكرين فيلم المصارع، أول مايتفتح باب المدرسة كنا نلاقي طلبة المدرسة التانية مستنينا قدام البوابة بالشوم والعصيان والجنازير وتضرب فى أي حد وتعور أي حد
كان كل فصل فى المدرسة عبارة عن دولة مستقلة ليه جيش دفاع وهجوم وبيعمل غارات .. فى وقت الفسحة كان فصلنا يعمل غارة علي الفصل الى جنبينا ونضرب الى قاعد فى الفصل ونبوظ الشنط ونرمي الى فيها .. والغنيمة كانت عبارة عن خشب او دكك نضيفة وهكذا .. والفصل التاني يرد علي الغارة .. ويتكون جيش أكبر عبارة عن جيش مبني يعمل غارة علي المبني التاني وهكذا .. ونفس الغنايم ونفس الخناقات .. كنا بنملي أكياس بلاستيك ماية ونحدفها علي بعض فى الحوش بيبقي عبارة عن حمام سباحة ونطلع من فوق المباني ونحدف اكياس علي كل الناس .. الحمام كان عبارة عن غُرزة .. 3 سنين مادخلتش فيهم الحمام ولا مرة كان بيحصل فى الحمام شرب سجاير وبانجو .. كانت الطلبة بتشرب السجاير فى الفصل .. المدرسين كانوا عارفين كل ده واكتر .. الضرب ساعتها كان قليل قوي .. كان المدرس بيفرض احترامه فقط بشخصيته لا اكثر .
وصل الامر اننا أكتر من مرة نولع فى المدرسة .. طبعا كان ورا المباني زبالة لا يحصي لها،وطبعا 75% من الطلبة بتسجر فمرة حصلت انهم رموا أعقاب السجاير مولعة نزلت ع الزبالة ولعت فى فصول مبني الزراعة
ولما كنت فى مبني العزبة المهيب فى تالتة ثانوي كنا فى الدور الثاني والدور كان عبارة عن فصلين حصلت كام غارة متبالدة ما بين 3/16 و 3/17 تسببت فى حريق الفصلين وماتبقي فيها من خشب وكسر البابين والتوليع فيهم ورمي الخشب الوالع فى الشارع
كنا بنروح المدرسة بعد الحصة الأولي وماكناش بنشيل حاجة معانا لا شنطة ولا كتابة ولا كراسة وحتي قلم .. وماكانش فيه زي مدرسي وطبعا ولا طابور صباح .. وفى الفسحة كنا نجري علي البوابة الحديد نفضل نزق فيها لغاية ما الجنزير والقفل يتكسر ونطلع نجري
كنا الصبح نتجمع ومنخليش حد يدخل الفصول علشان ماتجيش ورقة غياب أصلا
حاولوا مرة ماينزلوناش فسحة . فجه شارون وقفل بوابة المبني من تحت بالجنزير، راح تجمع الفصلين معبرين عن أروع صور تكاتف قوي الشعب العامل وأروع صور الوحدة الأدبية بين جناحي الأمة طلبة ادبي تخصص علم نفس مع طلبة أدبي تخصص فلسفة، مرددين هتافات افتح يا ابن الو تيييييييت افتح يا ابن الو تيييييت وفتحوا بوابة المبني عنوة، وجاء باكيا شارون يعدد مآثار والدته العظيمة التى انجب هذا الغزال الشارد .. شارون ده نيك نيم لمدرس العربي بتاعالفصل الى قدامنا وزماليه المدرسين كانوا بيقولوا عليه كده .. ييجي مدرس يسأل علي المدرس الى بعده أو الى قبله فيقولنا مين الى ببعدي شارون ولا مستر طارق فالطلبة ترد شارون بمنتهي البساطة والليونة
مدرس الإحصاء لما شافني مرة فى الفصل ماعرفنيش .. وكان هايطلبلي الأمن فاكرني طالب من مدرسة تانية سنة كاملة عمره ماشافني .. بس انا أرحم من غيري يه ناس تانية ماسمعش بيها خالص .. والى خلاه يشفوني اني جالي جواب فصل علشان غبت 43 يوم مع اني غبت اكتر من كده
المحترم الى زيي ماكانش بيحضر الى ما نذر
شفت كل ده واكتر.. كان كل يوم كان فيه جديد وعجيب فى الوقت نفسه.. فى مدرسة ابن خلدون
لكن ماشفتش مدرس موت طالب .. ولا أبويا شاف الى أنا شفته .. ولا أنا عاوز ابني ولا بنتي يشوفوا الى أنا شفته أو إلي إسلام شافه