Friday, March 14, 2008

القناعة الراسخة ... الثأر


عندى قناعة قديمة قوى، بتأكد من صحتها بمرور الوقت ألا وهي: لكي نشعر بآلام الآخرين ـ أي آلام ـ لابد من تذوق هذه الآلام، بمعنى .. إننا علشان نشعر بمعاناة الفقرا الحقيقيين، الى هما فعلا مش لايقين ياكلوا .. وبيصحوا الصبح ومافيش فى جيوبهم ولا مليم، ولا عندهم تلاجة أصلا علشان يبقى فيها أكل .. ويا عالم هاياكلوا فى اليوم ده ولا لأ .. على فكرة هو ده الجوع الحقيقى .. مش جوع الصيام.

فعلشان نحس بالمعاناة دى، ونحاول بكل إخلاص وصدق تغيير واقعهم ومساعدتهم بكل ما يلزم ذلك من وقت وجهد ومال وأعصاب ..... علشان ننتصر على التبلد والبرود الى جوانا ... لازم نمر بالى مروا بيه .. لازم نخوض التجربة كما هي .. لازم نعيش عيشتهم .. ونحس إحساسهم ، وقتها بس فعلا ممكن تبقى قضيتهم قضيتنا وألمهم ألمنا وحزنهم حزننا .. وقتها بس هيبقى كل شاغلنا وكل تفكيرنا إننا نغير واقعهم ده.

مع إن المفروض يكفى الشعور الإنسانى .. لازم يبقى متأصل من جوانا مساعدة المحتاجين .. مش نساعدهم إلا لما نمر بظروفهم

فاللامبالاة حجبت الرؤى . والتبلد كسى القلوب .. وعدم الاهتمام احتل العقول وسيطر عليها

فببص ع الحكومة وأشوف هي بتتعامل مع الشعب إزاي .. لقيت إنها بتتعامل مع الشعب كتقارير تنمية بشرية .. كأرقام إحصائية جوفاء .. هو لما يطلع تقرير يقول إن الفقر وصل 60 % من الشعب المصرى .. هايتأثروا قد ايه .. هما مايعرفوش ايه مظاهر الفقر دى، من جوع وحاجة ومرض وجهل وأمية وتخلف وكره وتعصب وجريمة وألم

لما رئيس الوزراء أيام مشكلة الضرايب العقارية يصرح ويقول ان الحكومة مالهاش دراع علشان يتلوى، ومالكمش حاجة عندى، والى ليه شوق فى حاجة، وفى نفس الوقت فيه موظفين حكوميين محترمين معتصمين نايمين هما ومراتتهم وعيالهم فى الشارع علشان كام مئة جنيه، ده نسميه ايه .. تبلد ممكن برود جايز فساد أكيد كفر يعنى قلة ادب وسفالة مغلطناش

ده يوصلنى لثقافة الثأر الى بحبها اوى .. والانتقام الى بموت فيه .. والتشفى الى ربنا يتوب عليا منه .. يبقى لما أتمنى انى أشوف رئيس الجمهورية هو ومراته وعياله ومعاه كل الوزرا والكبرات نايمين فى الشارع وأشوف مبارك وهو بقاله أسبوع ماستحماش وريحته فاحت وعمال يجعر .. وتبقى مراته ست تخينة رابطة شعرها وتراب الشارع لزق على وشها وشعرها طالع من الأشرب ومنكوش .. وعياله لابسين شباشب مقطعة وصوابع رجليهم طالعة لبرة ، غير ان رجليهم وسخة وسودة ومقلحفة .. ويبقوا نايمين فى الشارع فى عز البرد وفى أيام مفترجة علشان فقرا وجعانين ومش لاقيين ياكلوا .. ولايأكلوا عيالهم .. ويعدى عليهم مسئولين ليل نهار بعربيات مصفحة ست متر.. محبوسين جوه ازازهم الى بالكهربا والهوا المكيف الى مش بيخليهم حتى يسمعوا صوت ماتور المخروبة الى راكبينها .. أكيد لو مروا بالظروف دى .. أكيد هايعملوا حاجة وهايحاولوا يساعدوا الناس دى

الثأر ... الى بتمناه لمبارك ومسئومى الحزب الوطنى .. انهم يعيشوا معاناة الناس الحقيقية .. المعاناة الى نكروها .. المعاناة الى مهتموش بيها .. المعاناة الى عملوها بمنتهى الغطرسة واللامبالاة والتبلد .. العدل يقتضى انهم يناموا فى الشارع .. انهم يجوعوا .. انهم يضربوا .. انهم ينتهك أعراضهم .. عيالهم يتعلموا ومايلاقوش شغل .. لازم يدوقوا المراارة دى .. يتعالجوا فى مسشفيات حكومى .. ويشوفوا بيحصل ايه هناك .. يقفوا فى طوابير العيش ..

الثأر يقتضى كل ذلك وأكثر

فهمى الآن ليس التغيير .. فالتغيير لا يعنينى الآن اكثر من الثأر

13 comments:

د/اجدع بنوته said...

احيييييييك وبقووه

تفكييير ولا اروع بجد

وانا معاك

شوف هنثأر ازاى

ونوحد الشعب ونثأر

انـتــصار عــبـد الــمـنـعـم said...

أولا وحشتني تدويناتك جدا
ووحشني كلامك الصادق الذي يخرج من قلبك مباشرة للورق
أشعر بك جدا وأشعر بما تقوله
هناك كثير من البشر لديهم نفس الشعور
ولكن هو ليس ثأر هذا هو المفروض
أن ينزل الحاكم للشارع ويرى أحوال شعبه
هكذا كان عمر والصحابة
وهكذا يمشي الأمير تشارلز في شوارع ويلز وسكوتلاند

على العموم يوجد أمل
لك كل الود والتحية يا.. يا ..يا
موش مشكلة حاقول منذر

Desert cat said...

جميل كلامك يا منذر
بس هيتنفذ امات وازاى هناخد بتارنا والجبن مسيطر على الناس
كل واحد خايف على الكام ملطوش اللى بيترموا له اخر الشهر وماشى تحت الحيط
ازاى واحد خايف يقول لاء لظالم وماشى جوا الحيط زى الحشرات هياخد بتاره
الحل اننا نفوق من الغيبوبة
ونعرف ان لينا حق فى بلدنا وندور عليه
السلبية والجبن مش حل
بس لما تلاقى الناس كلها بقت ايد واحده
وكل واحد عايز ياخد تاره
وقتها بس هنقدر نحس اننا بنى ادمين
تحياتى لكلامك الصادق يا منذر

No Fear said...

أية ياعم المجنون أنت شيل البوست ده الله يخرب عقلك أكتر ما هو مخروب

سارة said...

عارف يا منذر
لو كل واحد بايده ياخد تاره مش هتلاقى لا مبارك ولا حكومة
لكن ازاااااااااااى
هما المفروض يحسوا
المفروض يحاولوا يعرفوا
لكن مش بيحاولوا
ازاى نجبرهم
انت عارف لو فكرنا ايه اللى هيحصل
ومع ذلك يلااااااا

حزيــــــــــــــــــن said...

يخرب بيت فأرك
مبقتش عارف اموت من الضحك ولا اعيط
بوست جامد جدا بجد
وحشنى يبنى
مش هقولك اد ايه البوست جميل
عنوان البوست يعبر عن حاجه كلنا هنتوقعها وهى انك هتتكلم عن ثقافة التار وعايز تغيرها
وبعدين نفاجئ
فكرة ان الحكومه بتحس بالشعب عن بيت طريق تقارير كانت مبتكره فى كلامك
تحياتى وابقى عبرنى

احمد الجيزاوى said...

الثار قريب
امس العمل المحله وعمال الضرائب
واليوم الاطباء وغدا مصر كله
تحاتى
لك
يا فارس التدوين النبيل
احمد الجيزاوى

7ntklm said...

منذر صديقى العزيز مصر أصبحت مصرين، يعني البلد بقي بلدين، صحيح لها حكومة واحدة وعاصمة واحدة إلي آخر مواصفات الدولة، لكن في حقيقة الأمر هناك بلدان الأول يقول إنه شهد انجازات غير مسبوقة في التعليم والنهوض بالمرأة والطفولة والفئات الأقل حظا كما جاء في خبر صفحة أولي للأهرام، وبلد أصبح نموذجا للفقر والجهل والتخلف وضعته علي قمة خريطة الجوع العالمي التي أصدرها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الخبر جاء مبهما مبتورا في الصفحة الأولي أيضا في الأهرام، قام قسم إعادة الصياغة في الجريدة بمحاولة تخفيفه بوضع جملة خارج السياق تقول: إن الحكومة المصرية اضطرت لتوصيل الدعم لمستحقيه الحقيقيين.. يا سلام.

من ينتمي لمصر الأولي ومن ينتمي للثانية، من يمتلك مقدرات الأولي ومن يتحكم في الثانية، من يكسب ويربح من الأولي ومن يزداد فقرا ويموت قهرا في الثانية؟!.

من ينظر إلى مفردات الحراك السياسى فى مصر منذ عام 2005 و حتى الآن لا يجد أى ترابط أو تلاحم بين تلك المفردات.ما سبق كان إستهلالا لابد أن صورة التغيير المتوقعة هو أن يخرج الناس فى مظاهرة تلقائية و يندفع الناس وحدهم إلى الشارع ثم تخاف الدولة و يسقط النظام صورة كوميدية
تغيير نظام أو فرض التغيير يتطلب وجود وجود تضحيات عديدة
واكتفى بذالك واسف على الاطالة ولكن رغم صداقتنا والتقابل اسبوعياً على ضفاف النيل كانت مفاجا وانا اتصفح المدونات واجدك عودت الى التدوين مرة اخرى قلمك ينبع منه الاحساس الصادق بما يوصف الواقع الذى تعاهدنا على تغيره بالقلم ومد يد المساعدة للناس التى عانت وما زالت تعانى من شدة الفساد

Unknown said...

ايه القلب الاسود ده بس يالا علشان نشوف بعد كده هايحس بالفقرا و هايعملهم ايه

فكره جديده و جميله

تحياتي

ابو العربى said...

فعلا لابد من الثار لابد ان يشعرو بنا
بحييك بشده واوايدك


تقبل تحياتى

سكوت هنصوت said...

منذر الجن...

سخونة بتطق منها الشرار...بقى عايز الريس مراتة تلبس ايشارب وشعرها يطلع منه وتبقى تخينة و فشلة من سوء التغذية!!!

طب تلبس الإيشارب الأول وبعدين نبقى نشوف هيطلع منه ولا لأ....

افتقدت كلماتك النارية اللاذعة...برغم طيبة القلب المفرطة

يا ريت كان لسة عندنا ثقافة التار..على الأقل كان هيفضل عندنا شرف

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزي منذر

المشكلة يا صديقي أن الثأر لن يفيد كثيرا من جاعوا او تشردوا ، اعتقد انك لو سالت اي من هؤلاء الاباء عايز مبارك ييجي جنبك هنا و الا عاوز انت حالتك تتصلح و تقدر تربي اولادك ، اعتقادي سيختار الثانية ، عندما نصبح آباء يا صديقي ، تتعلق عيوننا اكثر بالمستقبل من اجل صغارنا ، فطرة الله التي فطرنا عليها حتى لا نتجمد في فخاخ الماضي
تحياتي للفكرة الجديدة و الخيال الخصب

Anonymous said...

ما هنا عليهم الا بعد هواننا على انفسنا

محبتي