أنا ضعيف جدا أمام الرغبات الانسانية، وللأسف عندي قدرة هائلة لإعطاء أي مبرر لأي حد، يعني ممكن ادي مبرر لشارون أو بوش، علشان انا لا أؤمن بالشر المطلق، وأؤمن ان الإنسان لا يولد شريراً، وأؤمن او مش راضي أصدق ان فيه واحد ممكن ينزل من بيته علشان يعذب فى خلق الله زي كلاب الشرطة مثلا
الكلام ده يصح فى حالات اسثنائية ضيقة .. يعني ممكن نتفهم مبررات الناصريين عن الفترة الناصرية الى امتلئت بيها السجون والمعتقلات بالمعذبين
بس فى النهاية ده بيبقي فى نطاق الأشخاص الى بيبقي عليهم مسئولية ضخمة، وفى فترة زمنية محددة محاطة بالمخاطر والتهديدات
زي الشباب الى بيهاجر وبيموت غرقان علي سواحل الموت، بنفهم ليه بيعمل كده، فيه شيئ أقوي واكبر وأهم من الموت بيحركه، هو كبير عنده ممكن يكون مش كبير عندنا أو مش مهم عندنا بس ده مايفرقش معاه
لكن مع البشر العاديين ، لازم نبقي حموليين شوية علي رأي امي، صبوريين شويتين، مش أنانيين، مش طماعين، زي ما بنشوف حقوقنا لازم نشوف حقوق الآخرين، زي ما بنشوف رغباتنا لازم نشوف رغبات الآخرين وهكذا
هاحكي عن تجربتي لما سافرت العمرة، ودي كانت اول مرة ليا خارج القطر المصري كله، وأول مرة أروح السعودية، وبصراحة من الى كنت بسمعه عنها كرهت السعودية وخوفت من أهلها قبل ما أروحلها، ومن الى بشوفه من اهلها لما بقابلهم فى شغلي خلوني اكرهم أكتر، إلا من رحم ربي
المهم أول ما نزلت مطار جدة حسيت بالاهانة لما سحبوا مننا جوازات السفر فى انتظار تسليماها للكفيل
بجد اهانة ... حسيت اني تحت رحمة من لا يرحم، اني مش بني آدم، ان ماليش أي حقوق، واني فى انتظار ما سيفعله بي الكفيل او ما ستعطيه لنا الحكومة السعودية، فى انتظار المجهول .. نفس احساس الطفل التائه بالظبط .. ودي كانت أول غُصة
نزلت علي المدينة وطول الوقت حاسس بغربة، إلا فى مكانين المسجد الحرام والمسجد النبوي، دول المكانين الى استريحت فيهم ، حتي تصرفات السعوديين داخل الحرم مقززة، السعودي بيدفعك دفع، قرفان منك .. زهقان منك .. حاسس انك واخد مكانه .. انه المفروض يصلي فى المكان الى انت بتصلي فيه بالذات، مافيش لا ذوق ولا مجاملات ولا ابتسامات، معندهمش من فضلك ولا لو سمحت ولا حضرتك ولا بعد اذنك ولا ممكن ولا شكرا ولا جزاكم الله خيرا ولا أي حاجة
عمري ما روحت أي مسجد فى مصر وفردت رجلي، هناك بيفردوا رجهليم فى وش بعض عادي جدا
واحد كان معاه سبح بيوزعها فى المسجد الحرام، بيوزع بطريقة غير آدمية بالمرة، بيرمي ويحدف ويشوط بيوزع بمنتهي الكبر
كنت راكب مع سواق تاكسي واحد قدامه راح داخل يمين من غير اشارة راح قال بمنتهي القرف والكبر ما هو مش سعودي ، قلتله يعني وانت عرفت منين، يعني لو سعودي ماكانش عمل كده وايه الفرق يعني ودخلت شمال، قالي يا حاجي قصدي بدوي، مابقتش عارف أرد عليه أقوله ايه بصيتله من فوق لتحت وقلتله بس بس ماتغلطش أكتر من كده
ماكنتش بلاقي راحتي غير فى الحرمين بس، غير كده كنت حاسس بغربة لا محدودة، وخايف من الناس، لأني مش معايا أي حاجة تثبت اني أي حاجة
فى آخر صلاة فجر ليا فى المسجد الحرام، قابلت مصري وانا بملا جيركن زمزم قالي انت من حلمية الزيتون .. قلتله آه .. قالي أصلي لما كنت بروح لعمي كنت بشوفك هناك .. جه معاد الإقامة، قلتله بتشتغل هنا قالي آه قلتله منين قالي من حلوان قلتله بقالك كتير هنا قال ستين يوم وعنينا دمعت مع بعض .. قلتله يا عم ما تفكك م البلد دي وترجع .. قالي لما احجج امي الأول واستأذن علشان شغله وسلمنا علي بعض ومشي
ماعندهمش غير الحرمين يكفيهم ويكفينا للكن من غير الحرمين ماعندهمش حاجة
حتي البيوت مافيهاش بلكونات .. ازاي عايشين من غير بلكونات .. بلدهم وهما حريين فيها .. بس مافيش قهاوي ولا نوادي ولا وسط البلد ولا طلعت حرب ولا جاد ولا فلفلة ولا تريموف وسفير والمهندسين والهرم والحلمية وعين شمس والقصر العيني ولا مترو ولا اوتوبيسات ولا ميكروباصات ولا ألف مسكن وعباس العقاد ومكرم عبيد ولا العتبة والموسكي والحسين والنيل والمنيل ولا شمسنا ولا أرضنا ولا جونا
علشان كده هبة نجيب صعبانة عليا .. بس أبوها صعبان عليا أكتر