المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف .. ما بالنا بغير المؤمن اصلا أو غير المسلم
كنا خير امة عندما كنا نامر بالمعروف وننهي عن المنكر
قبل ان تتهمني بالمزايدة
أنا ازايد بالفعل ... أزيد علي نفسي وعلي كرامتي .. وازايد علي الآخرين .. فالمرة التي زايدت فيها علي نفسي شاركت
في ثورة عظيمة انتظر الأيام بفارغ الصبر كي احكي لابنتي عما فعلته انا وزملائي .. فهو الشيئ الوحيد فى حياتي الذي صنعته
بنفسي كاملا متكاملا .. فخري بحق استطيع سرده بسعادة وزهو لا يوصفان.
لم ادخال فى معارك من ذلك النوع ابدا ولكن كنت دائما اعيش فيه واحلم به واصارح نفسي فى خوف ماذا ستفعل عند المواجهة؟
جائت الإجابة قاسية فى معارك الكر والفر الليلية يوم 26 و 27 يناير
جاءت من ضابط فى مثل سني بالقرب من نقابة الصحفيين عندما كنت اتلمس السبيل إلي هناك جاءت قاسية .. جاءت كالسياط
غادرة .. ارتني كيف نفسي وكيف حالي وما هو حجمي الطبيعي.. عندما ركضت مع الراكضون تجري ورائي سبابه كالذئاب
تنهش فى عرضي .. شعب جبنات وخولات وولاد وسخة ... كم اكره هذا الرجل
ماكنت احلم به عشته بالفعل
في ذلك اليوم لم استطع النظر فى وجه ابنتي .. وشعرت انها تستحق ابا افضل مني واني لا استحق زوجتي .. لا لا .. لا
استحق اي امرأة علي الإطلاق .
لم اكن الوحيد الذي ركض .. لكن هذا لم يكن فيه من العزاء الكافي لمواساتي
كنت اعلم ان علاجي الوحيد هو الانتقام .. ولكن ولسوء الحال لم اكن اعلم كيف سانتقم .. والافظع من ذلك كنت اعرف اني لا
املك قوة وقدرة الانتقام فلا املك مثلا الذهاب إلي اقرب قسم شرطة ومواجهة اي ضابط والانتقام منه
فكنا نفعل فى المدارس ان حدثت خناقة بيننا وبين طالب من مدرسة اخري نذهب لتلك المدرسة ونضرب اي فرد منها فنكون بذلك اخذنا
بثأرنا .. ولكن ذلك ايام المدرسة حيث كان سلاحنا الوحيد توكة الحزام .. أما والآن فالموضوع أكبر بكثير
انتهي ذلك المشهد من راسي عندما رايت بام عيني ضباط الأمن المركزي والعساكر وهما يركضون للوراء مفزوعين ..رفعت راسي
للاعلي كأي امتع ناظريا .. وانا القيهم بالحجارة فى مشهد اقرب لمشاهد الانتفاضة الفلسطينية لكي اصاب ببعض شظايا الخرطوش
لاشعر بالم بسيط فاسقط علي الارض مثل الشهداء ولكن لا اري دما ولا ألما كافيان حتي يهرع إلي الشباب بالقرب مني لاسعافي لاني
زي القرد ومافييش حاجة!!
لأقف ثانية واتمتع بذلك المشهد من جديد وهم ينسحبون وتختفي تلك الصورة خلف غطاء كثيف من الغاز المسيل للدموع.
لتعاودني مرة اخري الآن .. لأني لا اظن ان ابنتي سترغب فى الاستماع إلي بعد عشر سنوات من الآن اذا استمر حال الثوة كما
هي الآن
وبالرجوع لموضوع المزايدة
اتذكر حوار مع صديقة قبل الثورة حول وقفات خالد سعيد والأثر منها فتلجمني بحجتها القوية وتحكي لي عن بهاء صابر بفخر شديد
كيف واجه احد ضباط الداخلية واوقع قبعته و و و لاقاطعها قائلا انتي مش عارفة بهاء ده ايه .. فتسارع بالقول ارجل من ناس كتير علي فكرة .. اكم من رجال ملحتون متدينون يستطيعون تكرار ما فعل ... لانقطع عن محاوراتها لاجل
لنتقابل وتعرفني باحد الشباب واقول له لن يحدث شيئ حتي يقود البرادعي أي مظاهرة ونكون نحن الوقود لها ليقول لي بمنطق عجيب
انا مش مستعد اكون وقود لحد ومش هانتسني حد علشان يعملنا حاجة .. لم افهم كلامه إلا بعد صلاة الجمعة يوم 28 يناير فى امبابة
فوق الكبري وانا أري خلفي الحشود الهائلة .. ولا أري اي احد من النخب او حتي نشطاء سلالم النقابات
اقول لنفسي هذا قبل ان تحدثني "نفسي" عن علاء ومنال و بداية معرفتي بعالم التدوين وقصصهم وقصص آخرين
لن اخطا مرة اخري فهو فعل ما لم نسمع به يوما ما
أري الآن بمنظور مختلف كليا
اري ناشط "مطول شعره" "علماني" "مطرقع" فعل ما لم يتسطع فعله الكثير من المؤمنين والمتدينين
كيف يحدث هذا كل مرة؟