Friday, October 19, 2007

شعب عاوز يعيش

من المتعارف عليه أننا نطلق هذه الجملة غالبا على الشعوب التى تعيش تحت نير الإحتلال مثل الشعب العراقى أو الشعب الفلسطينى او الشعب الأفغانى، فشعوب هذه الدول لا تأمن على سلامة مواطنيها من القتل، فالرجل العراقى وهو ذاهب إلى عمله صباحا، يتمنى ألا يكون فى إنتظاره عبوة ناسفة على حافة الطريق ، أو لا تضرب وزارته او هيئته الحكومية التى يعمل بها قذيفة هاون او صاروخ مطلق من طائرة اف 16 امريكية، والمرأة العراقية كل املها وهي ذاهبة إلى التسوق، ألا تقابل مفخخ بشرى مثلا يستهدف السوق الذى ترتاده، حتى الأطفال العراقيين فى مدارسهم لا يامنون على حياتهم ، فالمدرسة معرضة هي الأخرى للقذف من الأمريكان او المليشيات، حتى الرجل العجوز وهو فى مسجده، ممكن ان يتهدم فوق رأسه او تقتحمه قوة أمريكية تقتله وهو ساجد فى محرابه، او تهاجمه مليشيا مسلحة تقتله وتحرقه مكانه وهو ساجد، وهذا الموظف العراقى البسيط بعد ما أنهى عمله بسلام لا يامن رجوعه، فمن الممكن ان تنتظره مغاوير الداخلية العراقية، تختطفه وتقتله بعد أن تذيقه مر العذاب .

وهذا نفس الحال مع المواطن الافغانى والفلسطينى، مع اختلاف نوعى إلى حد ما، فهذه الشعوب كل املها أنا تحيا ، فالحياه عندهم فى حد ذاتها رفاهية وطلب غالى جدا لا يتمتعون به، فرائحة الموت ومشاهد القبور فى كل مكان هناك، ولذلك لا يفكرون كثيرا بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ورفع مستوى الدخول ومستوى المعيشة وغيرها من المطالب التى يطالب بها شعوب العالم الثالث، فهم يحلمون أن يصبحوا تحت حكم حكام ديكتاتوريين مثل حكامنا ، على أن يحكموا على أيدى حكام خونة جاءت على ظهور دبابات الأعداء، بالرغم من أن حكامنا صورة كربونية من حكامهم، فكامنا عبيد ولكن متخفيين، وحكامهم عبيد سافرين !!!

تخيلو معى اننا كشعب مصر لا يعيش فى ظل محتل أجنبي بغيض ظالم ومتجبر يكرهنا ويتمنى فنائنا، ولا نتعرض للغارات أو الحروب أو القصف من دول معادية، ومع ذلك فهذا الشعب يتعرض لسفك دمه .. نعم نحن نتعرض للموت !!! ... نتعرض للقتل !!! ، لا أتكلم عن الظلم، أو القهر أو الاستبداد أو المحسوبية أو الرشوة وغيرها من الأمراض، ولكننا نتعرض لسفك دماء حقيقية ، أليست حوادث القطارات سفك دماء؟ أليست حوادث الطرق البرية سفك دماء؟ أليست حادثة العبارة سفك دماء؟ أليس الإهمال فى المستشفيات العامة سفك دماء؟ على أي مسمى يندرج فعل الشرطة المصرية فى قتل المواطن نصر ورميه من شرفة منزله؟ وتحت أي مسمى ممكن ان نسمى حادثة سحل مواطن حتى الموت فى المنصورة؟ وما الوصف الذى يمكن ان نصف به تعذيب أفضى إلى قتل الطفل محمد بعد أن ذاق العذاب أهوال؟

لا يوجد فرق بين أن يتم سفك دمى بواسطة بندقية أو مدفع أو قذيفة أو صاروخ أطلقهم جهات معادية، لا فرق بين هذه الوسائل ووسيلة الغرق أو الحرق أو التصادم أو التعذيب على أيدى جهاز يمسى جاهز أمنى ، ففى النهاية قد مت وفارقت الحياة، الفرق الوحيد بين الوسيلتين أن فى الوسيلة الأولى اعلم جيدا من الفاعل ، والفاعل هناك مغتصب غاشم ظالم اعلم انه يكرهنى ويتمنى موتى، ويسعى إلى ذلك بكل الوسائل والطرق، ولكن فى حالة شعب مصر فالمتسبب من المفترض هو من يقوم بحمايتى، وهو آخر من يفكر به عقلى.

نوع آخر من الموت، وهو الموت البطيئ المتمثل فى الطعام المسرطن، والمياه التى تسبب الفشل الكلوى، وارتفاع نسبة التلوث وأمراض الصدر، والربو، والموت م الجوع كل هذا أيضا يمسى موت ... ولكنه موت بطيييييييئ
وفى النهاية نحن شعب يهدر دمه فى غير موضعه، فأولا بهذه الدماء أن تراق وهي تعمل على آلة ... وهى تضرب على الأرض بقوة الفأس، وهي تجاهد فى سبيل صد الظلم والعدوان

فأصبح شعار شعب مصر "شعب عاوز يعيش

10 comments:

حزيــــــــــــــــــن said...

السلام عليكم اولا

بيتهيألى ان كل واحد من وجهة نظره انه عايز يعيش
يعنى امريكا وهى بتضرب العراق بتبقى عايزه تعيش بس لوحدها
والعسكرى اللى بيضربك فى المظاهره بيبقى عايز يعيش بردو لانه لو منفزش الامر هيتنفى والظابط اللى فوق العسكرى نفس الكلام
حتى الظابط اللى فى شرطة السياحه اللى بيأمن فوج اسرائيلى بيبقى نفسه يولع فيهم بس لازم يعيش وينفذ الامر

ودا كله لان فى واحد او اتنين او تلاته افتكروا نفسهم من حقهم يدوا الاوامر ونسيوا ان الامر لصاحب الامر

لا اله الا الله

عصفور المدينة said...

الحياة الحقيقية هي الشهادة

ابن رشد said...

ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
و لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب انها الحياة

محمد مارو said...

منذر حبى
ايه دههو احنا مش محتلين ؟
يا راجل
ده احتلال فظيع من المنوفيه
و ربنا ما يوريك حاجه منهم
و اديك شايف مثال اهوه

مـحـمـد مـفـيـد said...

زي ما كنت بقول للحسيني
احنا هنموت موته واحده فيبقي نموت واحنا علي الاقل رافعيين راسنا لفوق
الاسباب متعدده ولكنها تبقي فكره الموت نفسها فكره بشعه
انك تموت بيد معتدي فهذه الشهاده وما اجمل الموت حينها
انما ان تموت بيديك انت فتلك هي المشكله
بوست جامد يا منذر ومش عارف اعلق

سارة said...

منذر باشا

يمكن نكون شعب عايز يعيش فعلا

بس الحقيقة المرة

اننا شعب الموت خسارة فيه

والله الموت جميل

ماله يعنى ؟؟؟اكيد ارحم من العيشة ده

Anonymous said...

كل يبكي علي ليلاه

انا ابكي واصرخ علي ما افقد

وهم ايضا كذلك

ولكن

هكذا الدنيا

وستظل هكذا

ظلم وفساد

وحرية مسلوبة وحقوق ضائعة

وفي المقابل

نضال وكفاح

ولكن

من يناضل

من

تحياتي

بنت الاسلام

Anonymous said...

صديقى الحبيب منذر

والله وحشتنى جداً

كما قلت الشعب المصرى

بيموت بأيد ابنائه

كمان حكامنا اكثر عماله من حكامهم

اللهم فك كربنا وكربهم

اللهم امين

الفيلم بتاع صرخات جااااامد

والتصوير روعه والله يا محمد

ربنا يوفقك دايماً

وانا عارف انى مقصر معاك

بس الشغل والله والحاجات الرخمه دى

اخوك دائماً..نيجــر

nosha said...

منذر صديقي وأخويا
للأسف إحنا اللي عملنا في نفسنا كده بسبب الظروف والظغوط اللي وضعونا فيها واللي جعلت كل واحد بيفكر في أكل عيشه وتربية أولاده بس وميكونش ليه دعوة بالظروف المحيطة بيه هو بس يقول عائلتي وأولادي ومن بعدهم الدنيا تخرب ما تعمر ... وبصراحة يا منذر أغلب الشعب كله متبع النظرية دي وبيقول يلا نفسي ... معلش بقى طولت عليك وربنا معانا ويقدرنا ونبقى شعب مش عايز يعيش وإنما شعب عايش وبكرامته وحريته
تحياتي ليك يا منذر

me said...

والله يا منذر يا جبيى الواحد حزين جدا
ربنا يصلح الحال هنعمل ايه
مفيش قدمنا غير اننا نظل نحاول الى ان نصل