عندى قناعة قديمة قوى، بتأكد من صحتها بمرور الوقت ألا وهي: لكي نشعر بآلام الآخرين ـ أي آلام ـ لابد من تذوق هذه الآلام، بمعنى .. إننا علشان نشعر بمعاناة الفقرا الحقيقيين، الى هما فعلا مش لايقين ياكلوا .. وبيصحوا الصبح ومافيش فى جيوبهم ولا مليم، ولا عندهم تلاجة أصلا علشان يبقى فيها أكل .. ويا عالم هاياكلوا فى اليوم ده ولا لأ .. على فكرة هو ده الجوع الحقيقى .. مش جوع الصيام.
فعلشان نحس بالمعاناة دى، ونحاول بكل إخلاص وصدق تغيير واقعهم ومساعدتهم بكل ما يلزم ذلك من وقت وجهد ومال وأعصاب ..... علشان ننتصر على التبلد والبرود الى جوانا ... لازم نمر بالى مروا بيه .. لازم نخوض التجربة كما هي .. لازم نعيش عيشتهم .. ونحس إحساسهم ، وقتها بس فعلا ممكن تبقى قضيتهم قضيتنا وألمهم ألمنا وحزنهم حزننا .. وقتها بس هيبقى كل شاغلنا وكل تفكيرنا إننا نغير واقعهم ده.
مع إن المفروض يكفى الشعور الإنسانى .. لازم يبقى متأصل من جوانا مساعدة المحتاجين .. مش نساعدهم إلا لما نمر بظروفهم
فاللامبالاة حجبت الرؤى . والتبلد كسى القلوب .. وعدم الاهتمام احتل العقول وسيطر عليها
فببص ع الحكومة وأشوف هي بتتعامل مع الشعب إزاي .. لقيت إنها بتتعامل مع الشعب كتقارير تنمية بشرية .. كأرقام إحصائية جوفاء .. هو لما يطلع تقرير يقول إن الفقر وصل 60 % من الشعب المصرى .. هايتأثروا قد ايه .. هما مايعرفوش ايه مظاهر الفقر دى، من جوع وحاجة ومرض وجهل وأمية وتخلف وكره وتعصب وجريمة وألم
لما رئيس الوزراء أيام مشكلة الضرايب العقارية يصرح ويقول ان الحكومة مالهاش دراع علشان يتلوى، ومالكمش حاجة عندى، والى ليه شوق فى حاجة، وفى نفس الوقت فيه موظفين حكوميين محترمين معتصمين نايمين هما ومراتتهم وعيالهم فى الشارع علشان كام مئة جنيه، ده نسميه ايه .. تبلد ممكن برود جايز فساد أكيد كفر يعنى قلة ادب وسفالة مغلطناش
ده يوصلنى لثقافة الثأر الى بحبها اوى .. والانتقام الى بموت فيه .. والتشفى الى ربنا يتوب عليا منه .. يبقى لما أتمنى انى أشوف رئيس الجمهورية هو ومراته وعياله ومعاه كل الوزرا والكبرات نايمين فى الشارع وأشوف مبارك وهو بقاله أسبوع ماستحماش وريحته فاحت وعمال يجعر .. وتبقى مراته ست تخينة رابطة شعرها وتراب الشارع لزق على وشها وشعرها طالع من الأشرب ومنكوش .. وعياله لابسين شباشب مقطعة وصوابع رجليهم طالعة لبرة ، غير ان رجليهم وسخة وسودة ومقلحفة .. ويبقوا نايمين فى الشارع فى عز البرد وفى أيام مفترجة علشان فقرا وجعانين ومش لاقيين ياكلوا .. ولايأكلوا عيالهم .. ويعدى عليهم مسئولين ليل نهار بعربيات مصفحة ست متر.. محبوسين جوه ازازهم الى بالكهربا والهوا المكيف الى مش بيخليهم حتى يسمعوا صوت ماتور المخروبة الى راكبينها .. أكيد لو مروا بالظروف دى .. أكيد هايعملوا حاجة وهايحاولوا يساعدوا الناس دى
الثأر ... الى بتمناه لمبارك ومسئومى الحزب الوطنى .. انهم يعيشوا معاناة الناس الحقيقية .. المعاناة الى نكروها .. المعاناة الى مهتموش بيها .. المعاناة الى عملوها بمنتهى الغطرسة واللامبالاة والتبلد .. العدل يقتضى انهم يناموا فى الشارع .. انهم يجوعوا .. انهم يضربوا .. انهم ينتهك أعراضهم .. عيالهم يتعلموا ومايلاقوش شغل .. لازم يدوقوا المراارة دى .. يتعالجوا فى مسشفيات حكومى .. ويشوفوا بيحصل ايه هناك .. يقفوا فى طوابير العيش ..
الثأر يقتضى كل ذلك وأكثر
فهمى الآن ليس التغيير .. فالتغيير لا يعنينى الآن اكثر من الثأر