منذر : أولا أحب أن أرحب بصديقى العزيز الشاعر أحمد سعد دومة ، وأقوله حمد الله على السلامة، وربنا يجعله فى ميزان حسناتك
دومة : الله يسلمك، آمين وربنا يرزقنا الإخلاص فى القول والعمل
منذر : جاهز لأول حوار اعمله مع أي حد ؟
دومة : جاهز ان شاء الله
منذر: ما الذى حدث صباح يوم الخميس الموافق 26/7 ؟
دومة : اللي حصل ببساطه شديده هو إني أثناء توجهي للمنزل الذي أسكن به في محل عملي بمدينة شبرا الخيمة ..فوجئت باثنين يتابعونني بترقب ، كان هذا بالقرب من شريط القطار ....فحاولت التحرك لأتأكد من كونهم يراقبونني .... وفعلا ما توقعته كان صحيحا تحركوا ورائي بطريقة ملفتة للنظر تشبه إلى حد كبير طريقة الأفلام القديمة ، وبعد أن سرت إلى طريق جانبي متفرع من شارع 25 كانوا هم ورائي وأمسك كل منهم بأحد ذراعي ، وقالوا "تعالى معانا" ....وهم يتجاذبونني بعنف غريب ، حاولت المقاومة ....والاستفسار عن صفتهم فقال لى ثالث كان يقف بعيداً ثم اقترب منا لمشاركتهم في عملية القبض أو الاختطاف ، قال لي "إحنا أمن الدولة" ...فرددت :أي دولة تلك التي تقصد ....دولة مبارك ...أم دولة المصريين ؟ ،فرد علي بأسلوب همجي ...وسبني ....فما كان مني سوى أن قمت بضربه في وجهه ، مما أدى إلى سقوطه أرضاً بعد أن دفعته ، وأدى كذلك إلى تغمية عيني من قبلهم ...ثم اقتيادي إلى سيارة بوكس ...كانت قريبة منا ، ثم بعدها بثوان ..نقلوني لسيارة ميكروباص
منذر : هل الأشخاص الذين قاموا بالقبض عليك أو " باختطافك " كانوا يرتدون زي الشرطة ، ام انهم كانوا يرتدون زيا مدنيا عاديا ، وهل كانت السيارات التى نقولوك بها إلى محبسك هل كانت تحمل ألواح الشرطة المميزة؟
دومة: كانوا يرتدون زيا مدنيا، والسيارة البوكس كانت شرطة، اما الميكروباص فألواحه لم تكن شرطة ولا بها شعار الشرطة
منذر : هل الأشخاص الذين قاموا بالقبض عليك أو " باختطافك " كانوا يرتدون زي الشرطة ، ام انهم كانوا يرتدون زيا مدنيا عاديا ، وهل كانت السيارات التى نقولوك بها إلى محبسك هل كانت تحمل ألواح الشرطة المميزة؟
دومة: كانوا يرتدون زيا مدنيا، والسيارة البوكس كانت شرطة، اما الميكروباص فألواحه لم تكن شرطة ولا بها شعار الشرطة
منذر : إلى أين اخذوك بعدها يا دومة ؟
دومة: لا أعلم حتى الآن أين كنت، وظللت طوال تلك الفترة معصوب العينين، واخذوا منى كل شيئ، الموبايل والساعة وكل ما كان معى اخذوه
منذر : صف لى ما الذى حدث معك فى مقر احتجازك او "اختطافك" ؟
دومة : الغرفة كانت عبارة عن أربعة حيطان ليس فيهم سوى أنا وترابيزة وكرسيان، دخل محقق ....وأخذ في استجوابي بطريقة غريبة تشبه -ايضاً- الأفلام العربية القديمة .... ازاي؟ يعني كان يتحدث وهو ورائي وأنا جالس على الكرسي طبعاً ومقيد
منذر: ما هي الأسئلة التى سألها لك؟
دومة : أخذ يسألني عن طبيعة الحملة؟ وماذا نريد من ورائها ؟؟؟ وما هي الأهداف التي نريد تحقيقها ؟؟؟وما هي مصادر تمويلنا .؟؟؟وعلاقتي بالإخوان المسلمين..؟وعلاقة الإخوان بالحملة ؟؟ هكذا ...أسئلة غبية كلها ...تشعرك أنك أمام طفل في الروضة ، وطبعاً أثناء ردودي عليه ...التي استفزته جميعاً كان يتطاول علي بألفاظ دنيئة كأخلاقة ..وأحياناً يصل الموضوع لحد الضرب، هذا في المرة الأولى
منذر : كم من الوقت استغرق التحقيق معك ؟ وهل قام أحد بالاعتداء عليك بالضرب ؟ وهل قاموا خلال تلك الفترة بتقديم أية مأكولات او مشروبات ؟
دومة : استمر التحقيق ما يقرب من ساعة ونصف أو ساعتين ، و كنت مقيد أثناء التحقيق ... وكان يحقق معي واحد في كل مره وتم التحقيق معي ثلاث مرات ، مرتين منهم كانت نفس الشخصية التي حققت معي، أما الأخير فكان شخصا مختلفا، المحقق كان يعتدى عليا بالضرب إثناء التحقيق بيده عندما لا يعجبه رد من ردودى ... ولكن بعد كل محقق منهم بفترة كان يدخل اثنان ومعهم عصي ويحاولون استفزازى، أما من ناحية المأكولات أو المشروبات لم تقدم لي أي مأكولات ولكن قدموا لى ماء وبالطبع لم يكون باردا
منذر: ذكرت يا دومة انهم كانوا يحاولون استفزازك وانهم كان لديهم عصي، ما هي اشكال الإستفزاز تلك؟
دومة: انت مش بتتكلم عدل ليه ؟؟......هو انت محدش عاجبك ...؟؟؟؟؟ .... وكان نهاية هذه المشادة الضرب بالعصى ... حدث لي إغماء لا اعلم كم استمر، و المهم أنني افقت ووجدت نفسي في الغرفة وحدي، وظللت حوالى ثلاث أو أربع ساعات بعد الإفاقة حيدا على كسى ومعصب العينين
منذر: بعد حادثة الإعتداء عليك هل قدم احدهم طعام لك ؟ أو أي مساعدة طبية؟
دومة : واحد ممن قاموا بالاعتداء على قدموا لى ساندويتشا ولكنى رفضت تناوله، فكيف من قام بالاعتداء علي يقوم بعدها بتقديم طعام لى !!!!!
منذر : كيف مر عليك التحقيق الثانى؟ من حيث الأسئلة وإجاباتك عليها ؟
دومة : قام نفس المحقق الأول بالتحقيق معى وبنفس الأسلوب وبنفس الأسئلة، وسالنى عن كتاباتى التدوينية وسألنى عن رأيى فى النظام وفى مبارك، وإجاباتى كانت من النوع الوسطى بمعنى أنه كان يسال ويرد على نفسه !!
منذر : بعد إنقضاء تلك المدة حادثة الإعتداء عليك، هل طلبت منه أن تذهب إلى دورة المياه وأن تتوضأ وتصلى مثلا.. أبسط الحقوق على الأقل؟
دومة : طلبت منهم الوضوء والصلاة ولكنهم رفضوا ذهابى إلى دورة المياه او فك قيودى او فك العصابة عن عينى وصليت على نفس الكرسى الذى كنت جالس عليه ... ولكن احدهم قال لى وأنا أصلي ... والله لو قعدت تصلي وتدعي من هنا للسنه الجايه ...ولا هيعمل حاجه . حسبى الله ونعم الوكيل
منذر : فى الفترة بين التحقيق الثانى والاخير هل دخل عليك نفس الشخصين يوسعونك ضربا ؟ وكيف كان آخر تحقيق؟
دومة: فى التحقيق الأخير لم يحدث ذلك، ظأم عن أحدث التحقيق نفسه دخل المحقق وكان عقلانى أو يدعى العقلانية يتلكم بهدوء باحترام نوعا ما ... كيف؟ يمعنى أنه كان يسأل باحترام ...ويقول لي يا باشمهندس أحمد ....وايه يا شاعرنا ....وكلام من هذا القبيل حتى يجعلنى أطمئن إليه ... أما عن الأسئلة لم تختلف عن سابقيها ولكن اختلفت الصياغة ... انا قدامي ورق فيه كل حاجه عنك ...تحركاتك ...مقابلاتك ...اتصالاتك كل حاجه
يعني ما تنكرش أحسن لك .... فقلت له طالما انت عارف كل حاجه كده بتسأل ليه ... انفعل وثار .....وتحول من عقلاني إلى همجي متخلف ... وقام من على لكرسى ورزع وشى فى التربيزة .. وظل يصيح ويعلى فى صوته علشان أخاف وأترعب ... ودخل إثنان من المخبرين يهددوننى ويقولون لى رد ع الباشا كويس ... ويسبوننى وهكذا الحال والحمد لله بعدها بفترة تقرب الساعتين اخدوني وركبنا العربية ونزلوني في عبود
منذر : حمد الله على السلامة يا عم
دومة : الله يسلمك يا سيدى
وأضاف دومة ان لديه رسالتين ...واحده للنظام وبقول له ...انتم أعلنتم التحدى على الحملة ، ونحن قبلنا التحدى ...فليخرج كل منا ما عنده ....والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
والرساله الثانية للمدونين والشرفاء من هذا الشعب أقول لهم ....اصبروا وصابروا ورابطوا ...واعلنوا غضبكمـ ورفضكم لهؤلاء السفلة ....ولا تتركوا حقكمـ وإن متمـ في سبيل ذلك أو عذبتم . والله ناصركمـ وهو على كل شيء قدير
هوامش
أولا : دومة لم أعالج كتابته فهو ما شاء الله شاعر فحتى أنا حاولت نى أكون على قده ومقاسه فأنا عالجت أسئلتى بس، وأجوبته زي ما هي من على الماسنجر كوبى بيست .. ما شاء الله عليه ، اللهم أدم عليه موهبته وأسأل الله تعالى انا ينفع بها
ثانيا : بعض من الأسئلة الساذجة التى جعلت دومة يموت م الضحك عليا
هل تكلمت مع أي من المحققين بخصوص واقعة الإعتداء عليك أو أنك ترفض أن يقوم بضربك او بسبك او بإهانتك، هل تكلمت بخصوص إحتجازك الغير قانونى، وعدم توجيه تهمة رسمية إليك، وعدم عرضك ع النيابة ، عصب عينيك وتقييدك، وعدم تقديم لك أي مأكولات او مشروبات، وعدم وجود محامى إثناء التحقيق معك، وعدم الإتصال بزويك طوال تلك الفترة
وسمعت إجابة واحدة منه، قالى تصدق إنك غلبان لما هاتدخل هاتعرف :) وثانيا انه تم إختطافى وهذا حتى ليس باعتقال وما بنى على باطل فهو باطل
فلم أملك إلا قول اللهم أهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين منصورين